وحده الزمن الحامل للخيبات من علمني هذا القبح!!

يمنات

شوقي نعمان

صدقوني لم يكن أبي سيء أو بذيء، ولم يكن سفيها كما أنا الان.

ولم يقصر في تربيتي بل كان هو المدرسة الأولى التي رضعت منه ابجديات،حب الوطن، واحترام الاخرين، في كل معتقداتهم.

بل هو الأول الذي استلهمت منه مبدأ السلام ،والحب.
لم يكن يوما أبي لعان، أو حقود كما أنا الان!!

كل الصفات القبيحة التي بداخلي لاعلاقة لها بوالدي
وحده الزمن الحامل للخيبات من علمني هذا القبح!! بل وحدها الحرب اللعينة المسؤولة عن كل هذا القبح،الذي يسكنني.

أنا يارفيقي اعرعر كل صباح بعكس أبي الذي كان يستمع لصوت أغنية أيوب بكر غبش.
يارفيقي لهذا ليس أمرًا عادياً
اقوم به،إنها خيبات ولعنات تسكنني!!
لن اتذمر بالشكى والبكاء فأنا كثيرا أفضل الموت من شفقة احداهم ليّ تحت مبدأ العجز والرحمة!!لكني ساقول لك هل تعي ماذا يعني أن شاب عشريني العمر أصبح يتعاطي علاج للنفسية !!

قد لاتدرك هذا ولكن ربما تقراء يوما في مذركراتي مقالات بعنوان معانات طالب،حينها ستعرف أنني كنت منافقاً في ابتسامتي الصاخبة.

ستدرك حينها أن وقوفي شامخًا لم يكن قوة وصلابة بل عهدا قطعته مع والدي!!

سل عني الاماكن المهجورة ولحافات النوم،وشاشات جهازي والمجانين، فوق الارصفة سيخبرك أنني هش أبكي كالطفل كل مساء وصباح.

صدقوني حتى هذا البؤس لاعلاقة لوالدي به.
وحدها الحرب مسؤولة عن ذلك،وحدها الجوع والخيبات

نحن نعيش في زمان غير زماننا نحمل اثقال وهموم واوجاع من أوزار أقوام مضت !!

الحقيقة أن سخريتي من الحياة وعرعرتي وسذاجتي
هي ناتج عن خيبات وحروب نفسية واقتصادية واجتماعية !!

فقد تجدني احُب السكارى والمحششين،وقد تجدني برفقة المجانين فوق الارصفة
وقد تجدني مع الاطفال ومع القتلة والمصلين،والسياسين
وقد تجدني مع النساء ،والاهارب،ومع السرق وقطاع الطرق.

قد تجدني في امكان تشدك استغرابا وتعجبًا فلا تكترث ارجوك يا صديقي فقط امضي وكانك لم تكن لاتلوح ليّ بيدك بل قول هذا صديقي الذي يتقن العرعرة والسخرية.

اخبر الجميع أنني كنت يوما صديقك وتجرعت خيبات فأصبحت ضحية وكفى،
لان الحقيقة المطلقة أنني مت قبل عامين ونيف.

لكني من أولاك الذين يموتون في العشرين ويقبرون في التسعين.
كما تحدث احد الاصدقاء.
هذا الجسد ممشوق القوام مجرد خلايا لم يرد الله لها الانتهاء والفناء.

هذا أنا بكل قبحي وليس لأبي العزيز علاقة في ذلك.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.